السؤال
الحديث الشريف الذي قال فيه الرسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - « تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ" سؤالي معنى الحديث، مالمقصود ب(المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ) كما قال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هل المقصود القُرآن والسُنّة أو لها معنى آخر اللي هي (المحجة البيضاء).
الاحابة
الجواب: لفظُ الحديث الوارِد (تَرَكْتُكُمْ عَلَى
الْبَيْضَاءِ لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ»، و(الْبَيْضَاءِ) هي الجادّة،
و(المحجّة) هي الجادّة، وهي طريقة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وأصحابهِ وسلف الأُمة، هذه هي المَحجّة والطريق الذي يجب على الخلف أن يسلكوه وأن
يسيروا معهُ اقتدًا بالقدوة العُظمى رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- وبأصحابهِ وبأئمة المُسلمين هذه هي المَحجّة، لا تتخلف عن المَحجّة،
ويُغني عن هذا قولهُ تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ
سَبِيلِهِ)، فصراطُ الله واحِد، وأما ما عداهُ فهي طرقٌ كثيرة، وعلى كُلِ
طريقٍ منها شيطان كما قال- صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعوا الناس إليه، فمن تركَ الصِراط المستقيم وقع في هذه
الطُرقات المُلتفّة الكثيرة، وأخذتهُ الشياطين، واجتولتهُ الشياطين، ولهذا ندعوا
الله في سورة الفاتحة في كل صلاةٍ، وهي ركنٌ من أركان (اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)، الذين أنعم اللهُ عليهم هم الصديقون والشهداء
والصالِحون(وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً) والْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
هم اليهود وأمثالهم من كل عالِم لا يعملُ بعلمهِ،ولا يُبينهُ للناس فإنهُ
على طريقة اليهود المغضوب عليهم، لأنهم عندهم علم ولم يعملوا به، وَلَا
الضَّالِّينَ وهم النصارى
الذين يعبدون الله على جهلٍ وضلال على غير دليل وعلى غيرِ حق، ويدخل في هذا
المتصوفِة الضلال، ويدخل فيهِ المبتدعة، كلهم يدخلون في الضلال- نسأل الله
العافية.