السؤال
في حديثٍ ما معناه أنَّ رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذكرَ السبعون من أُمتهِ يدخلون الجنة بغير حساب ومنهم الذين لا يرقون، هذا الحديث يا فضيلة الشيخ، مالمُرادُ به؟
الاحابة
الجواب: ليس بهذا اللفظ الذين لا يرقون، (الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ) يعني لا يطلبونَ من غيرِهِم أن يَرقيَهم، (لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ )،(لا يَسْتَرْقُونَ) بل يستغنونَّ عن الناس،ويَرقونَّ أنفسهم، وإذا جاء من يرقيّهم بدون أن يُطلَبَ منهم ذلك فلا مانِع، إنما المقصود به الإستغناء عن الناس، فلا تطلب الرُقيّة هذا أحسنَ وأكمَل في التوحيد، وأما الكَيّ فهو مكروه إلا عند الحاجة فإنهُ لا بأس بهِ، لأنهُ تعذيبٌ بالنار، (وَلا يَتَطَيَّرُونَ ) يعني يتشاءمون، الطِيّرَة شِرك كما قال النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فهم تَرَكوا هذه الأشياء، تَركوا المكروهات وتركوا المُحرمات، الطيّرَة مُحرَمة وأما الكي فهو مكروه، وسؤال الناس الرُقية أيضًا مكروه، لكن لا بأس أن يرقّوا أنفسهم وأن يرقيّهم غيرُهم بدونِ طلب، لا بأس بذلك.