السؤال
في تفسير الآية المباركة في سورة تبارك في قول الحق:- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (* قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ*)
الاحابة
الجواب:ـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.في آخر سورة الملك يتحدى اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ - الكفار المنكرين لقدرته، ولألوهيته وعبادته، فيقول:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ} أي أخبروني {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} غارت به الأرض ولم يبقِ ماءٌ تتناوله تشربون منه وتسقون منه مزارعكم وحروثكم.{إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} من يعوض هذا الماء الذي غار في الأرض؟ وانقطع ستهلكون عنكم، وتهلك مواشيكم وزروعكم وحروثكم من جراء ذلك، فهذا تقريرٌ لقدرته - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له؛ فلم يجيبوا هذا السؤال{فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}؟ فلم يستجيبوا فانقطعوا عند ذلك، فهذا دليلٌ على قدرته – سُبْحَانَهُ – ورحمته بعباده، أنه وفر لهم الماء وأقدرهم على تناوله بسهولة، فوجب عليهم أن يشكروا الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وأن يفردوه بالعبادة، فهذه الآلهة التي يعبدونها كلها لا تقدر على أن ترد الماء إذا ذهب الله به، لا تقدر جميعها فدل هذا على عجزها وعلى عدم صلاحيتها، أن تُعبد مع الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -.