المتن: قال المصنف – رحمه الله تعالى- : فإن قال قائل من المشركين نحن نعرف أن الله هو الخالقُ الرازقُ المُدبِّر؛ لكن هؤلاء الصالحين المقربون ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم نريد بذلك الجاه والشفاعة، وإلا فنحن نفهم أنّ الله هو المُدبِّر.
الشرح: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أجمعين.
المتن: فقل كلامك هذا دين أبي جهل وأمثاله فهم يدعون عيسى وعُزيرًا والملائكة والأولياء يقولون (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) وقال (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).
الشرح: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فهذه الكلمة عظيمة في تفسير " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" ؛ لأن هذه الكلمة لها ركنان: النفي والإثبات، نفي الإلوهية عما سوى الله وإثباتها لله سبحانه. والألوهية ليس معناها الخلق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير هذا شيء يُقِر به المُشرِكون، فإن سألتهم من خلقهم ليقولون الله (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا) ولئن سألتهم ولئن سألتهم كل يقولونه هذا لله وهم مشركون في الدرك الأسفل من النار.
هذا لا يكفي فمعنى الإله المعبود بحق لا إله أي لا معبود بحق لا تقل لا إله إلا معبود فقط لا بحق وإلا فالمعبودات كثيرة فإذا قلت لا معبود إلا الله صار كل شيء هو الله مذهب وحدة الوجود والعياذ بالله لكن لازم قول لا معبود بحق. إذن ما عداه فهو معبود بالباطل كما قال – جل وعلا – (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) فإن " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" أي لا معبود بحق إلا الله – سبحانه وتعالى -. المشركون أبوا أن يقولوها لأنهم يعلمون أنهم إذا قالوها وجب عليهم أن يخلصوا العبادة لله، وهم لا يريدون ذلك يريدون أن يدعوا اللات والعُزّى ومَنات وأصنامهم يريدون أن يبقوا على هذا؛ لأنهم لو قالوها معناه يتركون عبادة غير الله وهم لا يريدون هذا، ولهذا لما قال لهم - صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ – يا أيها الناس قولوا: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" تفلحوا، قالوا: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) تعجبوا من هذا استغربوه إنه ما يُعبد إلا الله يريدون أن يعبدوا أشياء كثيرة مع الله هم يعبدون الله لكن يعبدون معه غيره أشياء كثيرة، ولا تنفع عبادة الله مع عبادة غيره لابد أن تُقصر العبادة على الله – سبحانه وتعالى- لما قال لهم قولوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ استنكروا (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً) ذلك (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) فهم أبوا أن يقولوها لأنهم لو قالوها تركوا عبادة ما سوى الله وهم لا يريدون ذلك ما يريدون التناقض؛ لكن عُبّاد القُبور يقولونها عدد الأشجار والأحجار والليل والنهار يقولونها لكن يعبدون غير الله فهم لا يفهمون معناها المشركون أفهم منهم لمعناها المشركون أفهم لمعنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ هؤلاء يقولونها ولا يفهمون معناها ولذلك يعبدون مع الله غيره من الأولياء والصالحين والقبور ويتناقضون في هذا، المشركون أبوا أن يتناقضوا بقوا على شركهم خشية التناقض وأبوا أن يقولوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا) عرفوا أنهم إذا قالوها تركوا آلهتهم وهم لا يريدون هذا، وأما القبوريون فهم ما فِهموا هذا يقولونها ويعبدون غير الله فالمشركون أعرف بمعنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
هذا من العجب والواجب على من قال أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يعرف معناها أولًا ثم يعمل بمقتضاها ثانيًا هذه الكلمة ليست كلمة تُقال باللسان أو في الأوراد أو في الأذكار فقط، وإنما من قالها يلزمه أن يعمل بها فيترك عبادة غير الله – جل وعلا- ويُفرِد الله بالعبادة ولا يعُبد غير الله. هذا معنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ المعنى الحقيقي.
المتن: فإن قال قائل من المشركين نحن نعرف أن الله هو الخالق الرازق المُدبّر؛ لكن هؤلاء الصالحين مقربون ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم نريد بذلك الجاه والشفاعة وإلا فنحن نفهم أن هو الله المُدبّر فقل كلامك هذا دين أبي جهل.
الشرح: هذا دين أبي جهل ودين المشركين دين أبي جهل وأبي لهب والمشركين هم يقولون هذه المقالة ما بينك وبينهم فرق فهم أبوا أن يقولوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لأنهم يعرفون إذا قالوها يتركون عبادة أصنامهم هم لا يريدون هذا، أما القبوريون فهم يقولونها ولكن لم يعملوا بمعناها يعبدون مع الله غيره فيتناقضون ولهذا يقول الشيخ في ثلاثة الأصول أو يكون في كشف الشبهات يقول: ( لا خير في رجلٍ جُهّال قريش أعرف منه بمعنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) (ليه) لأن قريشًا يعني المشركون من قريش أبوا أن يقولونها لأنهم يعرفون أنهم إذا قالوها تركوا عبادة غير الله وهم لا يريدون ذلك، وهؤلاء يقولونها ويدعون غير الله وإذا قيل لهم هذا شرك قالوا لا (هذولا) ما هم بشركاء عند الله هؤلاء شفعاء عند الله هذه مقالة المشركين (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) ويقول سبحانه في الآية الأخرى في سورة ص لما قيل لهم قولوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قالوا (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ* وَانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ) لا تتركوا آلهتكم كما قال قوم نوح لما قال لهم قولوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) فدين المشركين واحد من أول الخليقة إلى آخرها واحد لا يتغير وإن ادّعى بعضهم الإسلام ما دام أنه يعبد غير الله ويدعو غير الله فإنه ليس بمسلم ولو صلى وصام ولو فعل الأفعال كلها ليس بمسلم؛ لأنه لم يفرد الله – جل وعلا- بالعبادة ويترك عبادة ما سواه، فهذا معنًا يجب أن يتفطن له القبوريون اليوم يقولون لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ويكثرون من ذلك لكنهم يقولون يا "علي" يا "حسين" يا "عبدالقادر" يا "فلان" يا "علان" مع هذا يدّعون الإسلام كيف يدّعون الإسلام وهم يعبدون غير الله وإن قالوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ما تنفعهم هذه الكلمة؛ لأنهم لم يعملوا بمقتضاها فلم يتركوا عبادة غير الله – عز وجل-.
المتن: فقل كلامك هذا دين أبي جهل وأمثاله.
الشرح: أبي جهل يعرف أنه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا يُدبِّر الأمر إلا الله هذا مذكور في القرآن عنهم (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ) هذا واضح في القرآن أنهم يعترفون لله بالربوبية؛ لكنهم يجحدون الألوهية يجحدون عبادة الله وحده لا شريك له.
المتن: فقل كلامك هذا دين أبي جهل وأمثاله فهم يدعون عيسى وعُزيرًا والملائكة والأولياء يقولون (نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى).
الشرح: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) قال – جل وعلا- (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) هذا قصدهم ما قصدهم أنهم يخلقون ويرزقون ويدبرون لكن يريدون منهم الشفاعة عند الله يقولون هؤلاء شفعائنا عند الله لقربونا إلى الله زلفى. طيب تشركون بالله وتريدون تتقربون إلى الله بالشرك ليقربونا إلى الله زلفى الله ما أمركم تتخذوا الشفعاء والأولياء والصالحين من دونه ادعوه مباشرة (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي) فلا حاجة أنك تتخذ وسائط يُبلِغون الله بحاجتك ويشفعون لك عند الله هذا كلام المشركين ادعُ الله مباشرة وارفع إليه حوائجك ولا تتخذ واسطة بينك وبينه ولا تتخذ بينك وبين الله وسائط وشفعاء يقولون هؤلاء شفعائنا عند الله يشفعون لنا عند الله. الله – جل وعلا- قريب مجيب (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي) ما يحتاج أنك تتخذ من يبلغ الله حوائجك ويرفع إليه حوائجك ارفعها أنت ادع ربك ارفع يديك وادع ربك الله قريب مجيب ولا حاجة تتخذ فلان وفلان وسائط بينك وبين الله – جل وعلا- استدل بعضهم بقوله تعالى (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) يقول الوسيلة هي الشُفعاء نقول لا الوسيلة هي العبادة ابتغوا إليه الوسيلة بعبادته هي التي تقربكم إلى الله – عز وجل- وهي وسيلتكم إلى الله – عز وجل – العبادة عبادة الله هي الوسيلة ما هي بالوسيلة شخص تجعل بينك وبين الله.
المتن: وقال (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).
الشرح: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ ) يعني ما يملك لهم النفع ولا الضر إلا من الله – سبحانه وتعالى – فهو الذي يملك النفع والضر ما لا يضرهم ولا ينفعهم وحجتهم أنهم يقولون هؤلاء شفعائنا عند الله، هل الله أمرك أن تتخذ شفعاء بينك وبينه وسائط بينك وبينه؟ ما أمرك بهذا. هل تقيس الله على ملوك الدنيا؟ يقول إن الملوك في الدنيا ما يدرون عن حوائج الناس أو يدرون ولكن لا يريدون قضائها إلا بالوسائط والشفعاء، قاسوا الله على خلقه تعالى الله عن ذلك، فالله يعلم حوائج خلقه والملوك لا يعلمون حوائج الرعية حتى يُبلِغهم الوسطاء.
الله – جل وعلا- يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء الملوك لا يقدرون على إجابة المضطر ولا يقدرون على كشف السوء هذا كله لله سبحانه وتعالى.
المتن: فإذا تأملت هذا تأملًا جيدًا عرفت أن الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية وهو التفرد بالخلق والرزق والتدبير فهم ينخون عيسى والملائكة والأولياء يقصدون أنهم يقربونهم إلى الله زُلفى ويشفعون لهم عنده.
الشرح: هذه حجتهم أنهم يتخذونهم شفعاء كأن الله لا يعلم حوائج عباده أو لا يريد قضائها مثل ملوك الدنيا فيتخذون الوسطاء والشفعاء عندهم تعالى الله عن ذلك والله قريب مجيب والله أمر بدعائه بدون واسطة وبدون شفيع وبدون أحد (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ) ،(وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) فادعوا الله مخلصين له الدين هكذا الله أمرنا ما في آية واحدة فيها أننا نتخذ شفعاء عند الله يرفعون حوائجنا إلى الله ندعوا الله بواسطتهم.
المتن: وعرفت أن الكفار خصوصا النصارى منهم من يتعبد الليل والنهار ويزهد في الدنيا ويتصدق بما دخل عليه منها معتزلًا في صومعة عن الناس ومع هذا كافرٍ عدو لله مُخلد في النار بسبب اعتقاده في عيسى أو غيره من الأولياء يدعوه ويذبح له وينذر له.
الشرح: النصارى منهم رهبان (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً) منهم رهبان في صوامع متخلين عن الدنيا ما يبغون الدنيا يعبدون الله الليل والنهار؛ ولكنهم يتخذون عيسى بن مريم يتخذونه إله مع الله وأنه يشفع لهم عند الله، فلذلك كفروا بهذا لأنهم جعلوا بينهم وبين الله واسطة والله ليس بينه وبين عباده واسطة هو قريب مجيب يسمع ويرى ويقدر – سبحانه وتعالى – ليس بحاجة إلى الواسطة لا الأنبياء ولا الملائكة ولا الصالحون من العباد ما يرضى أن يُتخذ واسطة إليه بل أمر أن يُدعى مباشرة وأن تُرفع إليه الحوائج مُباشرة وهو يعلمها ويقدر على قضائها.
المتن: تبين لك كيف صفة الإسلام الذي دعا إليه نبيك محمد – صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ -
الشرح: وهو عبادة الله وحده لا شريك له وترك اتخاذ الوسائط والشفعاء بينك وبين الله هذا هو دين الإسلام.
المتن: وتبين لك أن كثير من الناس عنه بمعزل.
الشرح: كثير من الناس ما هو بقليل كثير من الناس بمعزل وإن كانوا يصلون ويصومون ويحجون ويتصدقون لكن لما لم يخلصوا العبادة لله ما نفعهم ذلك وبطلت عبادتهم.
المتن: وتبين لك معنى قوله – صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ - (بدأَ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأَ).
الشرح: بدأ الإسلام غريبًا أول ما بدأ الإسلام قيل للنبي – صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ - في ذلك الوقت من معك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد، ما معه إلا حر وعبد الحر أبوبكر والعبد بلال رضي الله عنهما قال حر وعبد. ثم توسع الإسلام بعد ذلك بدأ غريبًا في الأول ثم إنه انتشر وتوسع ثم يعود في آخر الزمان غريبًا إذا فشى الجهل في الناس وفشى وطال العهد وظهر ناس لا يعرفون التوحيد ولا يعرفون الدين ويقلدون غيرهم يعود الإسلام غريبًا كبدايته لأول بعثة الرسول – صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ -
المتن: فالله الله إخواني تمسّكوا بأصل بدينكم أوله وآخره أسه ورأسه وهو شهادة أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ واعرفوا معناها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما عليّ منهم أو قال ما كلفني الله بهم فقد كذب هذا على الله وافترى بل كلفه الله بهم وفرض عليهم الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده.
الشرح: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ). إبراهيم – عليه السلام- لما تبين له أنّ أباه عدو لله تبرأ منه (وما كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ* إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين) هذا معنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إنني براءٌ هذا معنى لا إله.. إلا الذي فطرني هذا معنى إلا الله.
المتن: بل كلفه الله بهم وفرض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده فالله الله تمسّكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا.اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.
الشرح: تمسّكوا بدينكم وبأصل دينكم وهو التوحيد أصل الدين هو التوحيد وهو معنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تمسّكوا بهذا واعرفوه أولًا ثم تمسّكوا به لتلقوا الله – جل وعلا- به مخلصين له الدين وتنجوا من النار ولا تتخذوا مع الله آله أخرى باسم الشفعاء وباسم الأولياء والصالحين أو باسم، اتركوا هذا كله واعبدوا الله وحده كما أمركم مخلصين له الدين والله تعالى أعلم.
وَصَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِّمْ على نبينا محمد وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمعين.