السؤال
الشباب هم الفؤاد النقي، والعقل الذكي، وشبابنا في هذا الظرف، وفي هذا الوقت، مُستهدف، مُستهدفون في عقولهم، مُستهدفون في أوطانهم، مُستهدفون أيضًا في عقيدتهم، هناك أفكار هدَّامة، وهناك تشويش من مذاهب مُنحرفة، قد تؤثِّر عليهم، كيف نُحذِّر الشباب من أولئك المُغرضين الذين يريدون تشويه هؤلاء الشباب، وتشويه الإسلام؟
الاحابة
الجواب: شبابنا وشباب المسلمين، هم العُمدة بعد الله –عزَّ وجل- في قوتنا وأمننا، واستقرارنا، هم العُمدة في ذلك، فمن هنا ومن هذه الناحية، يجب العناية بهم، في تقويم مناهجهم الدراسيَّة على منهج سليم، وهو الواقع، والملموس -ولله الحمد- في مناهج دراستنا، التي يدرسها شبابنا، هذا من ناحية، من ناحيةٍ أخرى هذه الشبكات المُغرضة، وهذه البثوث التي تُبث، وفيها دعوةٌ إلى الانحراف، والإباحيَّة، والتَّمزُّق، هذا خطرٌ يُهدِّدنا ويُهدِّد شبابنا، فيجبُ أن يعمل له ما نستطيع من صدِّه، ومن نقض شُبُهاته، وتُرَّاهاته، لأنها أباطيل، وإذا جاءها الحق، فإنها تضمحل، كما قال –جلَّ وعلا-:(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)، وقال-سبحانه وتعالى-:(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)، فما دمنا نتمسَّك بهذا الكتاب العظيم، وبهذه السُّنة المباركة، وبهذا المنهج الذي عليه سلفُنا، وأئمتُّنا، فنحنُ -إن شاء الله- في خير ، وإلى خير، ولكن يجب ُ أن نحرص على تقويم شبابنا، وحمايتهم، والإشراف عليهم، في أسفارهم، في رحلاتهم، في استراحاتهم، وأن لا نتركهم، ونغفل عنهم، بل نربيهم على الخير، ونربيهم على العقيدة الصحيحة، في المدرسة، في البيوت، في المكاتب، في أي مجال، لا ننسى هذه السيرة الطيبة، لأننا إذا تواكلنا، وتركنا شبابنا، ومنحناهم الثقة من غير أن نعمل أعمالًا تحيطهم، وتمنعهم أو تمنع ما يفِدُ إليهم، فإن شبابنا سينحرفون، كما انحرف غيرُهم من شباب الأمة، ولا يكفي أنهم يكونون في بيوتنا، لأن هذه الدِّعايات، وهذه الدَّعوات تصلُ إليهم في بيوتهم، وهم على فُرشُهم، فيجبُ علينا أن نعتني بذلك، وأن لا نترك شبابنا مع هذه الشبكات الهابطة، وهذه، بل نتفقدهم ونحرص عليهم، وندعوهم، ونقنعهم بأن ما يواجهونه إنما هو ضدّهم، وليس مما ينفعهم، بل هو ضدهم، وضد ما هم عليه، لسلبِ هذه النعمة.