بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى الله وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين..
سمعنا في هذه الخطبة المُباركة أن الحقَّ وأهل الحق لا ينتصرون دائمًا وإنما يجري عليهم ما يجري من الابتلاء والامتحان جرى على رسُول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو أفضل الخلق جرى عليهِ من الشدائد ومن المضايقات ما سجلهُ القرآن وسجلهُ التاريخ، السيرة النبوية ذلك ليعتبر أوْلوا الألباب وإن جرى عليه ما جرى من الابتلاء والامتحان فإنهُ لابُد أن يظهر وينتصر، لا ينتصر في أول مرة وإنما قد يجري على المؤمنين ما يجري ولكنهم يصبرون وينتظرون الفرج ويزيدهم ذلك قوةً وصلابةً في دينهم ثم يأتي نصر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعالَى-.
الغزوات التي غزاها الرسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع المشركين فيها مُداولات تارةً كذا وتارةً كذا، تارةً يكون الأمر على المُسلمين وتارةً يكون الأمر على المُشركين ولكن في النهاية ينتصر الحق.
فما جرى على الرسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الغزوات وعلى أصحابهِ شيءٌ معلوم يُعتبر في التاريخ أنهُ من آيات الله -سُبْحَانَهُ وَتَعالَى-، هم أفضل الخلق؛ أفضل الأُمة صحابة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من المُهاجرين والأنصار يجري عليهم ما يجري حتى يقول ضُعفاء الإيمان بل قالوه يوم الخندق قالوا: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً)، لكن المؤمنون لما رأوا الأحزاب الذين تجمعوا من كل قبيلة حاصروا المدينة ماذا قالوا؟ (قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) ماذا كانت النتيجة؟ أرسل الله على الأحزاب ريحًا كفت قُدُورهم وقلعت خيامهم وحصدتهم وألقى الله الرعب في قلوبهم (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا)، يعني من الملائكة فولوْا مدبرين ونصر الله المُسلمين وما زادهم إلا إيمانًا وتسليمًا وثباتًا على دينهم، لكن النصر ما يحصل في أول مرة وفي كُلِّ مرة، يجري على المؤمنين ما يجري ويتخذ الله من المؤمنين شُهداء يقتلون في سبيلهِ ولئلا يغتر المُسلمون بالنصر دائمًا مُداولات (وَتِلْكَ الأَيَّامُ) الأيام يعني الحروب (نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) فالله لهُ حكمة فيما يجري حتى ولو أصاب المُسلمين ما أصابهم فإن في ذلك الخير والبركة والحكمة العظيمة. وما يجري للكفار يكون غرورًا لهم، ويكون أيضًا عقوبةً لهم.
فرقٌ بين ما يجري على المؤمنين، وما يجري على الكفار، (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)، أي ما هو السبب؟ (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، لما التقى المسلمون والكفار في وقعة أحد، وكان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قد نظَّم المسلمين، وجعل على الجبل جماعةً من أشهر الرُّماة، يدافعون الكفار لئلا يأتوا على المسلمين من خلفهم، حموا ظهور المسلمين، وصار المسلمون يقتلون في الكفار، حتى كشفوهم، وغنموا الأموال، فلما رأى الرُّماة الذين على الجبل، قالوا ننزل، نشارك إخواننا في الغنائم، والمعركة انتهت، قال لهم زعيمهم ورئيسهم: ألم يقل رسول الله
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : لا تتركوا الجبل، سواءً انتصرنا، أم هُزمنا، لكنهم لم يستمعوا له، فنزلوا، ولما رأى الكفار أن الجبل قد خلا، انقضوا على المسلمين من خلفهم، فوقع المسلمون بين الكفار، من أمام ومن خلف، دارت المعركة من جديد، فحصلت النكبة على المسلمين، بسبب معصية الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، أنهم عصوا الرسول، ونزلوا من الجبل الذي قال لهم: لا تنزلوا، لا تنزلوا، سواءً انتصرنا أو هزمنا، لكنهم نزلوا لما ظنوا أن المعركة انتهت، وأن المسألة مسألة غنائم فنزلوا، لما رأى الكفار أن الجبل قد خلا، انقضُّوا على المسلمين من خلفهم، ودارت المعركة من جديد، وحصل على المسلمين ما حصل من النكبة والهزيمة، وقُتِل منهم من قُتِل من أكابرهم وزعمائهم من المسلمين، تأديب من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ* ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا)، يعني من الملائكة، (وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ).
الإسلام ما هو بينتصر على طول، يجري عليه ما يجري، وعلى المسلمين ما يجري، والأمور مداولات، لكن المسلمين لا ييأسوا، مهما أصابهم، إن هُزموا في هذه المعركة، فإن الله يعوضهم في معركة أخرى، فالإسلام منتصر بلا شك، ولو كان بعد مدة، ولكن يحتاج إلى حملة وإلى رجال، ما ينتصر الإسلام بنفسه، لابد له من حملة، لابد له من رجال يقومون به، ويدافعون عنه، ويقاتلون دونه، لابد من هذا، وهذا يبقى إلى آخر الزمان، ما هو بشيء انتهى، لا يزال الابتلاء والامتحان على المسلمين كما ترون الآن، ولكن المسلمين وإن كانوا قلة، إذا صبروا وثبتوا فإن الله معهم، إن الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون، مادام الله معهم فلن يُهزموا نهائيًا، قد يُهزمون جزئيًا، لكن لا يُهزمون نهائيًا، ولا يُستأصل الإسلام، ولا أهل الإسلام، لكن يجري عليهم ما يجري من النكبات ومن المضايقات، لكنهم لا ييأسون من رحمة الله، ولا يزيدهم ذلك إلا ثباتًا، وقوةً وثقةً بنصر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، حتى جاء فتحُ مكة، جاء فتحُ مكة، (جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً).
لكن متى جاء فتح مكة؟ جاء في النهاية بعد غزوات وغزوات، وبعد شدائد جاء فتح مكة، دخل الناس في دين الله أفواجًا، فالإسلام ينتصر والعاقبة للمتقين، والدائرة على الكافرين، هذه سنة الله -جَلَّ وَعَلَا- في خلقه، فالمسلمون لا ييأسون مهما أصابهم ولا يقولون مثل ما قال: (الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً) (شوفوا) الفرق المنافقون والذين في قلوبهم مرض لما رأوا الأحزاب أحاطوا بالمدينة من كل جانب ومن كل قبيلة انهاروا قالوا: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً) -والعياذ بالله-، أما المؤمنون: لما رأوا الأحزاب (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً).
فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة نصر الإسلام وهزيمة الكفار بعد جهدٍ جهيد وبعد جهاد وبعد انتظار؛ جاء النصر من الله (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكة (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً)، حينئذٍ تم النصر للمسلمين فُتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجًا، حينئذٍ حان أجل الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- توفي -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام- بعد ما أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة.
وقام من بعده بالأمر رجالٌ شجعانٌ صادقون مع الله من صحابتهِ من المهاجرين والأنصار بقيادة أفضلهم أبي بكر الصديق وعهد الخلفاء الراشدين، ثم جاءت دولة بني أمية، ودولة العباسيين، توالت الدول الإسلامية، والإسلام ينتصر وينتصر ولله الحمد (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)، الله لا يضيع دينه لكن نحن الذين نضيع إذا ضيعنا الدين نحن الذين نضيع، وأما الدين فيؤخذ منا ويُعطى لغيرنا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
فعلى المسلمين أن يعتبروا بتاريخهم وما جرى على سلفهم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم ليزيدهم ذلك ثباتًا وقوةً وصبرًا على دين الله -عَزَّ وَجَلَّ- والله متكفلٌ لهم بالنصر إذا صدقوا مع الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
فقرة الأسئلة:
السؤال:
هل من كلمةٍ لأبناء المسلمين خاصًة الشباب الذين تقاذفتهم أمواج التيارات في هذا الزمن حتى أصبحوا في حيرةٍ من أمرهم؟
الجواب:
الحمد لله الشباب ليسوا في حيرة هم على حق وعلى دين، الحيرة إنما تكون عند المنافقين والذين في قلوبهم مرض، أما المؤمنون الصادقون من شبابٍ وغيرهم فما يزيدهم ما يجري إلا ثباتًا على دينهم ويقينًا بوعد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حتى يأتيهم نصر الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فما يجري على المسلمين وإن كان فيه شدة فهو خيرٌ لهم (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) فما يجري على المسلمين تمحيص وتطهير وما يجري على الكافرين محقٌ وإزالة، فالنصر مع المسلمين دائمًا وأبدًا، وما التقى المسلمون والكفار في معركةٍ وصدق المسلمون في الجهاد إلا نصرهم الله -عَزَّ وَجَلَّ- فإن جرى عليهم شيء فهو بسببٍ من قبل أنفسهم (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا) ما هو السبب؟ (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ* وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) يميز الله -جَلَّ وَعَلاَ- بين صادق الإيمان وبين المنافق الذي يدَّعي الإيمان وهو كاذب هذا يذهب مع أول ابتلاء وامتحان، ويبقى المؤمنون ثابتين صامتين ينتظرون نصر الله، لو ما انتصروا في هذه المعركة سينتصرون في المعركة القادمة وما جرى عليهم خيرٌ لهم، يستعدون من جديد ويحذرون من الثغرات التي فتحت عليهم تسلط الكفار فيسدونها ويقابلون الكفار من جديد استعدادًا وتداركًا لأمرهم فينصرهم الله -عَزَّ وَجَلَّ- .
السؤال:
نريد من فضيلتكم نصيحة للأشخاص الذين يتذمرون من اِبتلاء اللهِ لهم سواءً في المرض أو غيره ؟
الجواب :
ما يتذمر من المرض وغيره إلا انسان ضعيف الإيمان أو منافق، أما المؤمن فما يتذمر مما أصابه؛ بل إنه يصبر ويدعو الله ولا ييأس ويحاسب نفسه ويعلم أن ما أصابه فهو في صالحه، لأجل أن يكفر الله عنه، لأجل أن يغفر الله له، لأجل أن ينتبه هو لنفسه ويستدرك التقصير.
السؤال:
ما المقصود بقوله تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) في قوله تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) ؟
الجواب:
معنى الآية أن الصلاة تشتمل على شيئين: الشيء الأول: أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، الشيء الثاني: أن فيها ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير وتلاوة القرآن كلها ذكر، الصلاة كلها ذكر وهذا أكبر، أكبر من ماذا؟ أكبر من الفائدة الأولى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أكبر من ذلك ذكر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-
السؤال:
هل يجوز أن أقول في دعائي اللهم إني أسألك بجاهي أو بحق نبيك محمد -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟
الجواب:
هذا بدعة ولا يجوز؛ ما جاء السؤال بالجاه أو التوسل بالرسول أو التوسل لأحد (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ادعوني استجب لكم، ما قال ادعوني بواسطة الرسول أو بواسطة فلان أو علان، ادعوني استجب لكم، قل يا الله يا الله، ارفع يديك إلى الله، والله -جَلَّ وَعَلاَ- قريبٌ مجيب ليس بحاجة إلى وسائط أو شفعاء، الله يجيب من دعاه اذا صحت نية الداعي وصدق في ايمانه فالله قريبٌ مجيب، أما قوله -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) فالمراد بالوسيلة: الطاعة، الوسيلة هي الطاعة تقرب إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وليس الوسيلة أن تجعل بينك وبين الله واسطة من خلقه هذا بدعة.
السؤال:
إذا حكمت لي المحكمة في بلادي بتعويضٍ من شخص اعتدى عليَّ ظلمًا، هل يجوز لي أن آخذ هذا المبلغ؟ علمًا أن القوانين وضعية؟
الجواب:
إذا كان هذا حقٌ لك خذه؛ ولو كانت القوانين الوضعية، ولو كان الذي حكم به قانون ما دام أنه حق لك خذه، إما إذا كان ليس حقًا لك فهو حرام، لا تأخذه.
السؤال:
هل يلزم التكبير في سجود التلاوة في غير الصلاة؟
الجواب:
التكبير في سجود التلاوة عند الانحطاط نعم يُكبر، أما القيام فلا يكبر، يقرأ على طول.
السؤال:
الفرق بين القارن والمتمتع في الحج؟
الجواب:
القارن: هو الذي يأتي بعمرة وحج مقترنيين، لا يفصل بينهما بتحلل، هذا هو القارن.
أما المتمتع: فهو الذي يأتي بعمرة، ويتحلل منها، في أشهر الحج، ثم يُحرم بالحج، فيجعل بين الحج والعمرة بينهما تحللًا، وعلى الكل القارن، والمتمتع الفدية.
السؤال:
قد أنعم الله عليَّ بأداء فريضة الحج، ولكن زوجتي لم تُحج، وقد حجزت لها عن طريق الموقع الرسمي للوزارة في حملة تسمى بحج النساء دون محرم وسوف أوصلها بسيارتي بإذن الله إلى أقرب مكان ممكن من مكة المكرمة، فهل يُعتبر هذا سفر بدون محرم؟
الجواب:
إي نعم، لا تُرسل امرأتك بدون محرم، جاء رجل إلى النبي -صَلى اللهُ عليهِ وسلّم- يريد أن يكتتب مع الغزو، أن يكتبه الرسول -صَلى اللهُ عليهِ وسلَّم- مع الغزو، وقال إنه ترك امرأته حاجه، «اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ»، أرجعه من الغزو؛ ليحج مع امرأته محرمًا لها قال -صَلى اللهُ عليهِ وسَلَّم-: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْهَا»، للحج ولغيره.
السؤال:
طلب والدي مني أن أساعد في زواج أخي، ولكن والدي أسرف في تقديم المهر، وغالى وأثقلني في الديون، فهل علي إثم إذا عصيته في ذلك عليَّ ذنب؟
الجواب:
ساعده بما تقدر عليه، وما لا تقدر عليه ما كلفك الله به.
السؤال:
ما رأيكم في كتاب (توفيق الرحمن في دروس القرآن، للشيخ فيصل آل مبارك) هل يصلح تدريسه للعامة؟
الجواب:
هو مُؤَلف للعامة؛ الشيخ ألقاه دروسًا على العامة في المسجد فهو جيد، كتاب جيد، وكتاب مرتب، ومؤلفه عالم جليل.
السؤال:
هل تشرع جلسة الاستراحة قبل القيام لسجود التلاوة في الصلاة؟
الجواب:
هذا محل نظر، هل الرسول -صَلى اللهُ عليهُ وسَلَّم- الرسول جلس للاستراحة، لكن هل جلس لأجل التشريع؟، أو جلس لأنه ثَقُل في آخر حياته؟ فجلس لأجل أن يساعد نفسه على القيام، الجمهور على أنه جلس ليساعد نفسه على القيام؛ لأنه لم يفعل هذا إلا في آخر حياته لما ثَقُل -عَليهِ الصلاةُ وَالسلام- فهو جلسة للحاجة، من احتاج إليه يجلس، وأما النشيط والقوي لا، ما يجلس، ما كان الرسول يفعله يوم كان نشيطًا.
أحسن الله إليكم معالي الشيخ وبارك فيكم ونفع بعلمكم
وَصَلَّى الله عَلَى نَبِينَا مُحَمَد.