الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين أما بعد، فأنا مغتبط ومسرور من هذا اللقاء المبارك، مع إخواني للتواصي بالحق، وهذا واجب على الجميع، فهي فرصة عظيمة هذا اللقاء، نشكر الله سبحانه وتعالى، ثم نشكر وزارة الشؤون الإسلامية، ومعالي وكيل الوزارة لشؤون المساجد، وجميع منسوبي هذه الوزارة القائمين على هذا المرفق الهام، نسأل الله لنا ولهم التوفيق والإعانة لما فيه الخير والصلاح.
أيها الإخوة محاضرة بعنوان: تأصيل الانتماء والمواطنة الشرعية فالانتماء هو الانتساب إلى دين أو بلد أو قبيلة أو أسرة وهذا كما جاء في قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [سورة فصلت: 33] فالمسلم ينتسب إلى الإسلام، ويصرح بذلك إنني من المسلمين، والله أمر رسوله أن يقول (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [سورة الأنعام]، فهذا هو رأس الانتساب وأفضله، وأما الانتساب إلى البلد أو القبيلة أو الأسرة، إذا لم يكن على وجه الافتخار فلا باس به، وأما معنى المواطنة فهي حسن التعامل مع من يشاركهم السكنى في البلد.
الناس في الحقيقة لابد لهم من الاجتماع ضرورة إنسانية الاجتماع ضرورة لبني البشر، فلا يمكن للفرد أن يعيش وحده، لابد أن يعيش مع بني جنسه، للأنس فيما بينهم وللتعاون على مصالحهم الدينية والدنيوية، فيحتاج إلى أن يحسن التعامل مع مواطنيه، من أجل الألفة والتعاون والتعارف والتآلف، ولهذا قالوا الإنسان مدني بالطبع، لا يمكن أن يعيش وحده، والاجتماع فيه خير، لاسيما إذا كان هذا الاجتماع على حق وعلى الإسلام والملة، فهذا أمر الله جل وعلا به في محكم كتابه قال: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [سورة آل عمران: 103] (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة آل عمران: 105].
والاجتماع رحمة، والفرقة عذاب، وأما حب الوطن فهو قضية طبيعية، الإنسان يحب وطنه حبا طبيعيا، وطنه الذي نشأ فيه ودرج على أرضه يحبه ويحن إليه حتى ولو بعد عنه، ولهذا يقول الشاعر:
وكم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
فهو لا يلام على هذا إلا إذا قدم حب وطنه على طاعة الله عز وجل، فإن الله جل وعلا قال (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة التوبة: 24] (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا) [سورة النساء: 97] فإذا اقتضى منه دينه أن يترك وطنه فرارا بدينه ولأجل الجهاد في سبيل الله فهذا أمر مطلوب منه، ويقدم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، ومن ذلك وطنه فإنه يتركه، لله عز وجل أو يترك وطنه ويغادره طلبا للرزق، فليس في ذلك ملامة عليه.
فالإنسان لا يفارق وطنه إلا إذا أخرج منه ظلما، أو خرج منه اختيارا لطلب الرزق، ولهذا الله جل وعلا أثنى على الذين ظلموا واخرجوا من ديارهم ووعدهم بالنصر، قال تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة الحـج: 40-41] والله وعد المهاجرين الذين تركوا أوطانهم لله عز وجل وعدهم بالأجر العظيم والثواب الجزيل وجعل لهم مزية على غيرهم، ولهذا قدم الله المهاجرين في الذكر والثناء على الأنصار رضي الله عن الجميع، لأن المهاجرين تركوا أوطانهم وديارهم فراراً بدينهم وطاعة لله ولرسوله وجهاداً في سبيله، وفي القران الكريم آيات كثيرة في شأن الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق بل لأجل دينهم.
إذاً فمحبة الوطن محبة طبيعية، وقد تكون محبة دينية، إذا كان الوطن الحرمين الشريفين مكة والمدينة، ولهذا لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وهاجر إلى المدينة وقف وألتفت إلى مكة، عليه الصلاة والسلام وقال: والله إنك لأحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ، فمحبة مكة والمدينة هذه محبة دينية فوق المحبة الطبيعية، أما بقية الأوطان فمحبتها محبة طبيعية لا يلام عليها الإنسان إلا إذا قدم محبتها على ما يحبه الله ورسوله، وللوطن بلد الإسلام لها حق على المواطن، والساكن فيها، من ذلك أن الله أوجب عليه أن يدافع عنها من أرادها بسوء، فإذا حوصرت البلد حاصرها العدو حصر البلد والوطن من العدو، وجب على كل من يستطيع الجهاد والدفاع أن يجاهد دفاعا عن وطنه وعن محارمه وعن حرمات المسلمين وممتلكات المسلمين، فرض عين على كل مسلم يستطيع الدفاع عن بلده إذا حوصرت وهو يستطيع الدفاع عنها ولا يستسلم وهو يقدر على المدافعة بأقصى ما يمكن.
وكذلك يجب على كل مسلم أن يحافظ على مرافق بلده ولا يعتدي عليها المرافق العامة التي هي من مصالح البلد وأهله، فيحترمها ولا يعتدي عليها ولا يؤذي المسلمين فيها، فيدافع عن مرافق البلد العامة كالمراعي ومحل الاحتطاب وغير ذلك مما يحتاجه البلد أن يعتدي عليه أحد لأن البلد بحاجة إلى ذلك، وكذلك جاء النهي من الرسول صلى الله عليه وسلم للذين يدنسون مرافق البلد أو يضايقون المسلمين فيها فقال صلى الله عليه وسلم: اتقوا اللاعنين قالوا وما اللاعنان يا رسول الله قال: الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم ، فشوارع البلد وطرقات البلد يجب أن تصان، والا يجعل فيها العراقيل التي تؤذي المارة (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [سورة الأحزاب: 58] وقال صلى الله عليه وسلم: اتقوا الملاعنة الثلاث البراز في الموارد قارعة الطريق والظل والموارد المراد بها موارد المياه، لا توضع فيها العراقيل أو الأنجاس أو القاذورات، تعطل الناس من ورود الماء، وورود البهائم، كالأنهار والسواقي والآبار والجدران وغير ذلك، فالماء الذي يرده الناس يجب أن يصان أن تصان جوانبه، من أن يوضع فيها ما يمنع الناس أو يؤذيهم أو يعرقلهم أو يقذر ذلك عليهم، فإن من فعل ذلك فهو ملعون، اتقوا الملاعن أي التي توجب اللعنة على من اعتدى عليها ولأن الناس يلعنونه، إذا آذاهم فيها، الموارد قارعة الطريق وهي الجادة المسلوكة التي يتطرقها الناس لا يجوز لأحد أن يضع فيها ما يعرقل السير ويؤذي المارة.
بل أنه جاء الشرع وجعل تنقيتها من شعب الإيمان قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والذي ينحي الأذى عن الطريق عن طريق المسلمين له اجر عظيم وثواب جزيل، ولو الشجرة أو شيء يعرقل السير لا يجوز للإنسان أن يضعه، وإذا وضعه غيره فانه ينبغي له أن يزيله، يحصل على الأجر العظيم في إزالة الأذى عن المسلمين في طرقاتهم والظل الذي يستظل به الناس من الشجر والحدائق والمرافق التي يتنفس فيها أهل البلد ويستريحون فيها ويستظلون بأشجارها هذا لا يجوز لأحد أن يقذره عليهم أن يوسخه عليهم أن يغيره لأنه من صالح المسلمين.
فالذي يتعرض للظل النافع، هذا متعرض للعنة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عده من الملاعن التي يلعن من غيرها أو أحدث فيها ما يعطلها أو ينقص الانتفاع بها، في حين أنه كثيرا من الناس هداهم الله إذا جاؤوا إلى ظل وسخوه وخلفوا فيه المخلفات من المآكل وغير ذلك ويوسخونه أيضا بالنجاسات، بحيث إذا رحل من المكان إذا هو قد تركه لا يصلح لمن يأتي بعده، وليس هذا من خصال المسلمين، المفروض أنه إذا انتفع بالظل وارتفق به أن يذكر إخوانه الذين يحتاجون إلى هذا الظل، فلا يترك فيه وسخا ولا يترك فيه مخلفات ولا يترك فيه ما يعطله أو ينقص الانتفاع به على الآخرين، فهذا واجب على المسلمين أن يحترموا مرافق البلد ويحافظوا عليها وينموها.
فكيف بالذين يدمرون مرافق البلد تدميراً ويهدونها هداً بالمتفجرات وغير ذلك، حتى المساجد لم تسلم منهم يفجرونها ويلقون فيها القنابل ويقتلون الناس في مساجدهم ويدمروا مبانيها ومرافقها، ويدعون أن هذا من الجهاد في سبيل الله وأنهم مجاهدون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فيجب التنبه لهذا والتنبيه من يجهل هذا الحكم ويغرر به ويلقى في باله أن هذا من الجهاد وأن فيه فضيلة، في حين أنه من التدمير والله لا يحب المفسدين، هذا من الإفساد في الأرض والله لا يحب المفسدين، فضلا عما يحصل من قتل الأبرياء قتل النفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فهم يرتكبون جرائم بل قد يقتلون أنفسهم يفجرون أنفسهم ويقولون هذه شهادة، كيف يكون قاتل نفسه شهيدا، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن قاتل نفسه في النار، والله جل وعلا قال: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا) [سورة النساء: 29-30] وفي الحديث الصحيح أن من قتل نفسه في سم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم قتل نفسه بحديده حديدته في يده يجأ بها نفسه في نار جهنم ومن تردى من جبل فقتل نفسه تردى في جهنم ، والعياذ بالله، فقاتل نفسه مرتكب لكبيرة، كيف يقال أنه شهيد، مستوجب للنار، كيف يقال أنه في الجنة، والرسول صلى الله عليه وسلم اخبر أنه في النار، والله إنما جعل الشهادة للقتل في سبيله يُقتل قُتلوا (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [سورة آل عمران: 169] (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء) [سورة البقرة: 154] الذي يقتل في الجهاد تحت راية المسلمين هذا هو الشهيد، الذي يقتله غيره بيد الأعداء، أما الذي يقتل نفسه متعمدا فهذا مرتكب لكبيرة ومتوعد بالنار ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل كذا وكذا أي ذلك في سبيل الله قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ، فالمرجع في هذا إلى قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم لا إلى قول المخربين والظالين والمخرفين، الذين يغسلون أدمغة الناس ويعطونهم هذه الأفكار الخبيثة، فتدميرهم لمصالح البلد ولمرافق البلد حتى المساجد لم تسلم منهم، أين هم والجهاد في سبيل الله، إذا كان من بال في الطرق أو تحت شجرة يستظل بها الناس، قد استوجب اللعنة، فكيف بالذي يدمر المرافق تدميرا على من فيها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فيجب أن هؤلاء يتوبون إلى الله عز وجل، ويعرفوا من هو صديقهم من عدوهم، ويتعلموا العلم النافع الذي يهديهم به الله إلى صراط مستقيم، ولا يتلقوا معلوماتهم عن أناس مضلين، وكذلك حسن المواطنة يكون بكف الأذى عن جيرانك وعن مواطنيك وبذل الندى والمساعدة والإعانة لهم على مصالحهم وحسن التعامل معهم في البيع والشراء والمعاملات وحسن المعاشرة والصداقة معهم إذا كانوا من المسلمين، لأنهم إخوانك، وحتى إذا كان المواطن من الكفار ودخل في بلاد المسلمين بموافقة من ولي الأمر أو حتى من بعض أفراد المسلمين لمصلحة وليس فيها مضرة على أحد فإن هذا يحسن إليه ما دام في بلاد المسلمين، حتى يخرج منها، لأن دين الإسلام دين الوفاء قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) [سورة التوبة: 6].
وكذلك المعاهد وكذلك الدبلوماسيون الذين يأتون برسائل ومهمات وكذلك التاجر الذي يأتي لبيع تجارته أو تسويق أمواله، بإذن من ولي الأمر فهذا أيضا لا يمس بسوء، حتى يخرج لأنه في كفالة المسلمين، وفي ذمة المسلمين، فلا يجوز لأحد أن يعتدي عليه، وقد قال سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [سورة النساء: 36] فجعل الجوار له حق من الحقوق العشرة المذكورة في هذه الآية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الجيران ثلاثة جار له ثلاثة حقوق وهو الجار القريب المسلم له حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام وجار له حقان وهو الجار المسلم غير القريب له حق الإسلام وحق الجوار وجار له حق واحد وجار له حق واحد وهو الجار غير المسلم له حق الجوار ، فهذا دليل على أن الكافر إذا كان جاراً لك فإنك تحسن إليه له حق الجوار ولا تؤذه، هذا من المواطنة الشرعية التي أمر الله جل وعلا بها.
وكذلك لا يجوز الاعتداء على من دخل في كفالة ولي الأمر أو أحد من المسلمين فإنه يجب أن يحترم دمه وماله وحرمته، حتى يخرج من بلد المسلمين، الله جل وعلا قال: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ) [سورة الإسراء: 33] والنفس التي حرم الله، هي نفس المسلم ونفس المعاهد والمستأمن، فهي نفس حرم الله قتلها بدليل أن الله أوجب في قتل المعاهد الكافر خطأ ما أوجبه في قتل المسلم (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فإن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [سورة النساء: 92] فأوجب في قتل الكافر المعاهد خطأً ما أوجبه في قتل المسلم من الدية والكفارة، أما من قتل المعاهد متعمداً، فهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين سنة أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فالذي دخل بلاد المسلمين بإذن من ولي الأمر أو من خول له الإذن فإنه يكتسب حرمة النفس وحرمة المال ولا يؤذى حتى يخرج من بلد المسلمين، فهذا من المواطنة الشرعية حتى ولو كان المواطن كافراً له حق الإقامة في بلد المسلمين مادام مقيما فيها فله حق المواطنة الشرعية، فهذه أمور يجب على المسلمين أن يعرفوها، يجب أيضاً تعمير البلاد المشاركة في تعمير البلاد وإصلاح مرفقاتها وهذا من الإحسان إلى المسلمين، وألا يكتفى بما تبذله الدولة، خصوصاً إذا كانت الدولة قليلة ذات اليد فإن المسلمين يشاركون في تعمير مرافق البلاد في مساجدها في مدارسها يشاركون في هذا، فهذا من المواطنة الصالحة والتعاون على البر والتقوى وفيه أجر عظيم.
أيها الإخوة ومما يعمر البلاد ويصونها، طاعة الله ورسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن هذا مما يعمر البلاد ويصونها، قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة الحـج: 40-41] فهذا مما يعمر البلاد الطاعة والعبادة إحسان فيما بين العباد وبين الله وإحسان فيما بين العباد بعضهم مع بعض، هذا مما تعمر به أوطان المسلمين، ومما يدمر البلاد والعياذ بالله الظلم، فإن الظلم يدمر البلاد العامرة بأنواع الظلم، قال تعالى (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) [سورة الحـج: 48]، قال تعالى (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [سورة الحـج: 45-46]، قال تعالى (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا)، قال تعالى (فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) فالبلاد تدمرها المعاصي والذنوب، تدمرها الكفر والشرك بالله عز وجل، كما دمر الأمم السابقة التي خوت وبليت وبقيت آثار ديارها شاهدة عليها، قال تعالى (فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) فيجب علينا أن نعمر بلادنا بطاعة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنع الظلم فهذا مما يعمر البلاد، وهو إصلاح للبلاد، قال تعالى (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) [سورة الأعراف: 56]، فهذه كلمات مختصرة أظن الوقت لا يتسع لأكثر منها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل، ويرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..
جزي الله شيخنا ووالدنا صاحب المعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على هذه الكلمات وهذه التوجيهات الرائعة ونفع الله بعلمه وعمله الآن جاء دور الأسئلة والمداخلات لدي الآن عدد من الأسئلة من الإخوة وسوف أتعامل معها حسب أولوية ورودها إلى المنصة...
السؤال الأول معالي الشيخ من الدكتور أكرم يقول: كيف الرد على من زعم أن مصطلح المواطنة نشا وتطور في الغرب نتيجة الصراع مع الكنيسة فهو من مفرزات العلمانية بدليل أن مصطلح المواطنة لم يرد في القران والسنة ؟
الشيخ: سمعتم في المحاضرة من الأدلة على أحكام المواطنة ما فيه الكفاية والحمد لله وليس هذا من المصطلحات الغرب، الغرب لهم مواطنتهم والمسلمون لهم مواطنتهم بموجب الشريعة وهم لهم مواطنتهم بموجب ما هم عليه من دينهم ومن عاداتهم ومن تقاليدهم ففرق بين هذا وهذا..
...الأخ موسى يسأل عن: هل يمكن الجمع بين الولاء والبراء والمواطنة بالمنظور الغربي في ظل التحديات القائمة ضد الأمة الإسلامية ؟
الشيخ: فيه فرق بين الولاء والبراء وبين المواطنة ، المواطنة نوع من التعامل الدنيوي وأما الولاء والبراء فالمراد بهم المحبة لأولياء الله والبغض والكراهة لأعداء الله فأنت تواطنهم مواطنة دنيوية لكن لا تحبهم في قلبك بل تبغضهم ولا يمنع هذا أن تعاملهم بالإحسان كما قال تعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [سورة المائدة: 8]
..الأخ مبارك يقول: أن علينا واجبات كثيرة نحو هذا الدين وهذا البلد أوجبها الله سبحانه وتعالى لكن ما هو موقفنا تجاه بعض الانحرافات ؟
الشيخ: موقفنا تجاه الانحرافات يجب أن نقف ضدها ضد الانحرافات كل بحسب ما يستطيع كل بحسب استطاعته ولا يجوز لنا أن نرضى عنها أو أن نتركها أو أن نقرها بل ننكرها وندافعها بحسب الاستطاعة مع كل أحد قال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ، فيجب إن تنكر المنكر توجهات والتوجيهات السيئة بحسب ما تستطيع ولا تسكت عنها وأنت تقدر على بيانها ولا تسكت عنها وأنت تقدر على إزالتها نعم.
من الأخ عبد العزيز يقول: فضيلة الشيخ انتشر عندنا بكثرة تأخير صلاة الفجر حتى قبيل طلوع الشمس بربع ساعة وكذلك العصر يؤخرنها ساعة وينادونا أن ذلك مشروعا ؟
الشيخ: توقيت الصلوات مضبوط بالحساب الذي يوزع على المساجد ويكون بواسطة شؤون المساجد كما هو معلوم فيتمشى على موجبه ولا يتأخر المسجد عن المساجد الأخرى يصلي المسلمون جميعا ولا يتأخر منهم احد فيحصل الاختلاف بين المسلمين هذا أمر لا يجوز الاختلاف فإذا سمعت المساجد الأخرى قد أقيمت فيها الصلاة تقيم الصلاة الظهر والعصر والفجر وكل أوقات الصلاة ولا يجوز الشذوذ والمخالفة والاختلاف لاسيما في أمر العبادات فإن هذا مدعاة لاختلاف القلوب مدعاة للتفرق وهذا ما يريده أعداؤنا.
تقام الدورات وتتوالى الكلمات والصرخات من العلماء والمصلحين في محاربة الإرهاب والذي يؤسف له تأخر كثير من الخطباء والدعاة عن هذا الأمر الخطير فيترك الناس يستقون هذا العلم مما لا علم له ولا دليل شرعي عنده فيطرب الناس ويحصل لهم الخلل فلا نزال نسأل أين كثير من الخطباء عن هذا الخطب الجلل فهل هذا من الفقه والحكمة تأخير المقال عن المقام يا فضيلة الشيخ ؟
الشيخ: نعم هذا خلل والناس بحاجة اليوم ماسة إلى بيان هذا الفكر وتعريته وبيان خطره على المسلمين على الخطباء والمدرسين وعلى طلبة العلم وكل من عنده استطاعة أن يبين لئلا يتغلغل هذا الفكر في أبناء المسلمين ونترك المجال للمخربين يغسلون أدمغة شبابنا وأولادنا ونحن مكتوفي الأيدي فيجب التنبه لهذا في المساجد وفي غيرها.
الأخ أكرم له سؤال يقول: ما رأيكم في كتاب الوطنية في التشريع الإسلامي للباحث بدر بن على عبد القادر أن كنتم اطلعتم عليه يا فضيلة الشيخ ؟
..الشيخ: والله لم اطلع عليه ولا اقدر احكم عليه وأنا لم اطلع عليه.
السائل: هل عدم نصح المحدثين وإقرارهم أو السكوت عنهم يستحق اللعنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله من آوى محدثا ؟
الشيخ: نعم من آواه يعني منع الوصول إليه من منع من وجب عليه حد شرعي كحد القصاص حد السرقة حد القتل والذي يؤويه ويمنع من إقامة العدل فيه هذا ملعون لعن الله من آوى محدثا فيجب التعاون على تنفيذ أحكام الله عز وجل وتنفيذ حدوده لأنها رحمة للمسلمين وتطهير للمجتمع وعمارة للأرض كما في الحديث لحد يقام في الأرض خير لها من أن تمطر أربعين صباحا فالحدود من رحمة الله بالمسلمين ولا يجوز لأحد أن يعترضها ولا أن يشفع فيها إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع ولما أراد أسامة بن زيد حب الرسول صلى الله عليه وسلم وابن حبه أراد أن يشفع لامرأة وجب عليها حد السرقة وقطع يدها وجاء أهلها إلى أسامة يطلبون منه الشفاعة عند الرسول صلى الله عليه وسلم فلما كلم الرسول في ذلك غضب عليه وقال: أتشفع في حد من حدود الله وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها لا يجوز إيواء المحدث ولا الشفاعة فيه ولا التستر عليه الذي يضر بنفسه أولا ويضر بالمسلمين نعم.
الأخ يوسف فضيلة الشيخ يسأل: ما دورنا كخطباء ودعاة في توجيه ونصح بعض الذين يكتبون في الصحافة والإعلام بعض القضايا كقضايا المرأة وغيرها ؟
الشيخ: الواجب على من عنده علم أن يتكلم وان يكتب وأن ينكر هذا المنكر الخطير الذي يتناول نساء المسلمين ويغريهن بالسفور ويغريهن بالاختلاط ويغريهن بترك الحشمة الواجب الإنكار على هؤلاء حتى يرتدعوا أمام الحق نعم.
الأخ بن سعود يقترح أن تطبع هذه المحاضرة لأن فيها ما يفيد ويخدم مصلحة المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم وذكر إن فضيلتكم أشار إلى نقاط مهمة تخفى على كثير من عامة المسلمين ويقترح أن توزع هذه المحاضرة في أشرطة أو في كتيبات في الأماكن العامة والمساجد لعل فرع الوزارة في منطقة القصيم وكذلك معهد الأئمة يتبنى هذه الفكرة.
بارك الله فيه
أحد الإخوة يطلب: تعليق فضيلتكم على ما يقول أن الله قيد حركة قتل النفس بعدوانا وظلما وكان المفجر نفسه يقول أنا لا افعل ذلك إلا لمصلحة وهي الجهاد في سبيل الله و محاربة طواغيت الأرض وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حدد ذلك بالانتحار قصدا نسال الله السلامة ولعافية ؟
الشيخ: يا أخي هل هؤلاء ينفذون جرائمهم في بلاد المسلمين أو في بلاد الكفار، الكفار ربما أنهم هم الذين دربوهم على هذه الأمور إنما يعملون هذه الأعمال في بلاد المسلمين يخربون ويقتلون ويروعون في بلاد المسلمين فكيف يكون هذا من الجهاد في سبيل الله هذا من الجهاد في سبيل الشيطان.
الأخ بجاد يقول: فضيلة الشيخ إني أحبك في الله. جزاك الله عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وسؤالي: ما هو دور العلماء والدعاة والخطباء تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولات التدنيس بل قد تصل إلى الهدم ؟
الشيخ: الواجب عظيم في هذا المسجد الأقصى وجميع مساجد المسلمين لكن المسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال وهو من مساجد الأنبياء عليه الصلاة والسلام فيجب على المسلمين أن يدافعوا عنه بكل ما أوتوا حتى يخلصوه من وطأة الكفار واليهود واجب على المسلمين عموما لا على فرد من الإفراد فقط كل بحسب استطاعته ومقدرته ولو بالبيان والتوضيح ولو بالاتصال بالمسئولين وولاة الأمور وحثهم على العمل على تخليص المسجد الأقصى فيجتهد المسلم حسب ما يستطيع من إنكار هذا المنكر العظيم والمطالبة بتخليص المسجد الأقصى من أيدي اليهود ولن يخلص المسجد الأقصى إلا المسلمون أبدا لن يخلصه إلا المسلمون الصادقون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون في أخر الزمان وأن المسلمون ينتصرون على اليهود ويقتلونهم شر قتلة حتى آن احدهم اختبأ خلف الحجر والشجر فإن الحجر والشجر ينادي يا مسلم هذا يهودي خلفي تعالى فأقتله فالفرج قادم إن شاء الله والفرج قريب والله جل وعلا لن يضيع المسجد الأقصى لن يضيعه أبداً ولا يخفى عليه أعمال هؤلاء الأرجاس لا يخفى عليه ذلك ولكنه سبحانه يؤخرهم إلى اجل مسمى نعم.
السائل: فضيلة الشيخ ما هو مفهوم مدلول البيعة والجماعة في الإسلام وعلاقتها بمصطلح المواطنة ؟
الشيخ: نعم المواطنة الوطن لا يقوم ولا يتكون إلا بولي أمر لأنه لا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة فهذا شيء ضروري ما يكفي أن المسلمين يجتمعون بدون قيادة مسلمة توجههم وترشدهم ولذلك مبايعة ولي الأمر أمر ضروري والصحابة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشتغلوا في تجهيزه تجهيز جنازته حتى بايعوا الخليفة بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فلما بايعوه اتجهوا إلى تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه ودفنه نعم.
أحد الإخوة يطلب: توجيها للشباب حول شبه الشهوات وأثرها وخطرها عليهم ؟
الشيخ: ما في شك أن الشبهات خطيرة جدا أعظمها والعياذ بالله فتنة الشبهات في العقيدة شبهات في العقيدة هذه اخطر ثم فتنة الشهوات من المحرمات ومن المسكرات والأطعمة وغير ذلك والأقوال والأفعال المحرمة كل هذا من أعظم الخطر على المسلمين والشباب بخاصة يجب أن يؤخذ بأيديهم وأن يربوا على الخير وعلى الإسلام وعلى الطاعة وعلى البعد عن الشهوات المحرمة يربوا في البيوت على أيدي الوالدين يربوا في المدارس على أيدي المدرسين يربوا قبل المدارس في المساجد على أيدي الأئمة والخطباء يربوا على يدي المجتمع ككل يجب العناية بشباب المسلمين وألا يتركوا لمروجي التخريب مروجي الشهوات والشبهات نعم.
الأخ مبارك يقول: الاجتماع رحمة والفرقة عذاب هل هم عذاب أو رحمة دنيوية أو أخروية ؟
الشيخ: يعني الغلو ليس رحمة إنما هم عذاب وشقاء على أنفسهم وعلى المسلمين فليسوا رحمة نعم.
احد الإخوة يسال: عن مذهب الخوارج من هو زعيم هذا المذهب ومتى انتشر وهل قاومه احد من الخلفاء ؟
الشيخ: الخوارج هم الذين يخرجون عن طاعة ولي أمر المسلمين يشقون عصا الطاعة ويقاتلون المسلمين ويكفرون المسلم بالمعصية التي دون الشرك الكبيرة التي دون الشرك يكفرونه بها فهم يجمعون بين جريمتين جريمة التكفير بالكبائر التي دون الشرك وجريمة شق عصا الطاعة وتفريق الجماعة وجريمة ثالثة وهي قتل المسلمين اخبر صلى الله عليه وسلم أن الخوارج يقاتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان وهذا دأبهم في كل زمان تجد تسلطهم على المسلمين وعلى مجتمعات المسلمين و أول من قاتلهم أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه ثم توالى من بعده الخلفاء و ولاة الأمور في قتالهم فقد قال صلى الله عليه وسلم عنهم: كلما ظهر منهم قرن قطع ، والحمد لله يسر الله لهم من يخمد فتنتهم.نعم
أحد الإخوة سأل يقول: رغم خطورة ما يقوم به أصحاب الفكر الضال إلا أنه مع الأسف هناك لا يزال من يتعاطف معهم بحجة وجود مخالفات من بعض المسئولين ما هو توجيه فضيلتكم ؟
الشيخ: مخالفات بعض المسئولين لا تبيح أن نخرج عليهم وأن ننفض اليد من طاعتهم ما أقاموا الصلاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما يكون من الولاة من مخالفات قالوا يا رسول الله أفلا ننابذهم قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، فلا يجوز الخروج عليهم وشق عصا الطاعة بسبب ما يحصل منهم من القصور والتقصير ما لم يخرجوا عن الإسلام لأن في البقاء على طاعتهم وجمع الكلمة مصالح وفي الخروج عليهم مفاسد أكبر من الصبر عليهم ولا شك أن درء أعلى المفسدتين بارتكاب أدناهما أن هذه قاعدة شرعية ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاها أعلى الضرر ومعاصيهم ضررها على أنفسهم وإما الاجتماع عليهم فهذا من صالح المسلمين.نعم
أحسن الله إليكم وشكر الله لكم فضيلة الشيخ على ما استمعناه من توجيهات سديدة رائعة في هذه المحاضرة القيمة. وكان ختامنا مسك في هذه الدورة المباركة بمحاضرة شيخنا العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
فأكرر الشكر والدعاء لله سبحانه وتعالى له بالتوفيق والسداد والبركة في العمر والعلم والعمل والشكر لكم أيها الإخوة الحضور على تجاوبكم في هذه الدورة المباركة خلال أيامها الثلاثة ونحن سنلتقي في الحفل إن شاء الله بعد أداء صلاة العشاء حيث سيشرفنا صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وسمو نائبه لختام هذه الدورة فنقوم الآن إلى الصلاة وبعد الصلاة نعود إلى القاعة إن شاء الله شكر الله لكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله