السؤال
نص السؤال ما مدى صحة الحديث القائل: « ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر ، وقاطع رحم ، ومصدق بالسحر » ، وكيف يكون التصديق بالسحر؟ أهو بقدرة الساحر ، أو بالتصديق بما يراه المسحور قد تغير عما كان قبل أن يسحر ، أرجو توضيح هذه المسألة ، جزاكم الله كل خير ؟نص الإجابة أما الحديث الذي أشار إليه السائل: « ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر ، وقاطع رحم ، ومصدق بالسحر » ، فقد رواه الإمام أحمد ، وابن حبان في صحيحه ، وصححه الحاكم ، وأقره الذهبي - رحم الله الجميع - وأما معناه: فهو الوعيد الشديد لمن يصدق بالسحر مطلقًا ومنه التنجيم لقوله صلى الله عليه وسلم : « من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد » [رواه أبو داود في سننه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] . والتصديق بالسحر ذنب عظيم وجرم كبير، لأن الواجب تكذيب السحرة والمنجمين ومنعهم، والأخذ على أيديهم من تعاطي هذه الأعمال الذميمة، لأنهم بذلك يضلون الخلق ، ويروجون على الناس ، ويفسدون العقائد ، والسحر كفر كما دل على ذلك القرآن الكريم والسنة ، والواجب قتل السحرة فإذا صدقهم فمعناه أنه وافقهم ، وأنه أقرهم على مهنتهم الخبيثة ، والواجب تكذيبهم ومحاربتهم ومنعهم من مزاولة ذلك ، أما تأثير السحر وما يترتب عليه من إصابات فذلك شيء واقع ويؤثر ويقتل ويمرض ويفرق بين المرء وزوجته ويفسد بين الناس فتأثيره شيء واقع ، أما تصديق الساحر أو المنجم في أمور الغيب المستقبلة فهذا فيه وعيد عظيم وفيه إثم كبير . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم » [رواه الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].