السؤال
نص السؤال هل تجوز الصلاة خلف الساحر أو المصدق بالسحر ؟ وهل يجوز فك السحر بالسحر إذا لم توجد وسيلة أخرى؟نص الإجابة السحر من أعظم كبائر الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : وما هي يا رسول الله؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس » [رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] إلى آخر الحديث فعدَّ السحر من الموبقات وجاء بعد الشرك بالله عز وجل والسحر كفر؛ لأن الله سبحانه وتعالى ذكر عن اليهود أنهم استبدلوا كتاب الله بالسحر كما قال تعالى: ( نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) [البقرة : 101-102] السحر من فعل الشياطين ، وهو كفر وفي الآية يقول سبحانه وتعالى: ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) [البقرة : 102] فدل على أن تعلم السحر كفر ، وفي ختام الآية قال: ( وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) [البقرة : 102] يعني من نصيب فدل على أن الساحر إذا لم يتب إلى الله أنه ليس له نصيب في الآخرة ، وهذا هو الكافر ، فالسحر كفر ، وعلى هذا لا تصح الصلاة خلف الساحر ، وكذلك من يصدق بالسحر ، ويعتقد أنه شيء حق ، وأنه يجوز عمله ، فهذا مثل الساحر يأخذ حكمه ، أما قضية حل السحر بسحر مثله فقد نص كثير من العلماء على أن ذلك لا يجوز ؛ لأن التداوي إنما يكون بالحلال والمباح ولم يجعل الله شفاء المسلمين فيما حرم عليهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « تداووا ولا تداووا بحرام » [رواه أبو داود في سننه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وهو جزء من حديث أوله : « إن الله أنزل الداء والدواء »] ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: « إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم » [رواه البخاري في صحيحه من كلام ابن مسعود رضي الله عنه] ، ومن أعظم المحرمات السحر فلا يجوز التداوي به ، ولا حل السحر به ، وإنما السحر يحل بالأدوية المباحة ، وبالآيات القرآنية ، والأدعية المأثورة هذا الذي يجوز حل السحر به ، وأما حله بسحر مثله فهذا هو النشرة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنها من عمل الشيطان » [رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما] ، وقال الحسن: « لا يحل السحر إلا ساحر » [ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية عن ابن الجوزي في جامع المسانيد ] ، ومنع منها كثير من العلماء .