السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغُرِّ المحجَّلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علمًا يا كريم، نُرحِّب بالأخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح، مع الأخوة والأخوات.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدِّم: نبدأ بالوقفات وتفسير هذه الآية الأخيرة في قول الحقِّ-تبارك وتعالى- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، في سورة الزُّمر: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدِّم: نبدأ بالوقفات وتفسير هذه الآية الأخيرة في قول الحقِّ-تبارك وتعالى- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، في سورة الزُّمر: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
الاحابة
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله ربِّ العالمين، يقول الله –جلَّ وعلا- لنبيِّه –صلى الله عليه وسلَّم- في وصف ما يكون يوم القيامة، يقول –جلَّ وعلا-: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ)، أي تُبصِر الملائكة حملة العرش، (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ)، أي قريبين من العرش من جميع جوانبه، (حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)، يُنزِّهون الله –سُبحانه وتعالى-عما لا يليقُ به من النَّقائص والعيوب، ويصفونه بالكمال المُطلق الذي لا عيب فيه، ولا نقص، (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)، أي بين الخلائق، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ)، فصل اللهُ-سبحانهُ وتعالى- بين خلقه بالحقِّ الذي لا يعتريه شيءٌ من الباطل والحيف، بل هو حكمٌ عادلٌ من الله-سبحانه وتعالى-، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، هذه النهاية ثناء على الله –سبحانهُ وتعالى-أولاً في قوله-سبحانهُ وتعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)، وآخرًا في هذه الآية: (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فبدأ خلقهُ بالحمد، وختمهُ بالحمد، لأنه المحمود على كل حال، ولأنه –سُبحانه- المُستحق للثناء والمدح، لما يتصِّف به من صفات الكمال، ومنها العدل في الحُكم بين عباده يوم القيامة، بحيثُ لا يظلِمُ أحدا، بل يُجازي كلُّ عاملًا بعمله، ويتوبُ على من يشاء-سُبحانه وتعالى-ويزيدهم من فضله، وهذا من عدله، وإحسانه، وكمال أوصافه-سُبحانهُ وتعالى-،( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، لهُ الربوبيَّة الكاملة، على جميع العالمين، جميع العالم العُلوي، والسُّفلي، هو ربُّهُ –سبحانه لا شريك له في ذلك..